هالة الخياط (أبوظبي)

تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي مسحاً لمواقع تعشيش سلاحف منقار الصقر في خمس جزر في إمارة أبوظبي بما يساعد في رصد أعداد السلاحف من هذا النوع، وعدد من يعود منها إلى سواحل الإمارة للتعشيش ووضع بيضها من جديد، حيث يتم وضع أجهزة تتبع على عدد منها.
وأوضحت هند العامري مساعد عالم الأنواع البحرية في هيئة البيئة لـ «الاتحاد» أن فرق الهيئة انتهت حتى الآن من حصر الأعشاش في ثلاث جزر وهي بوطينة، دينا وجرنين، فيما يتم خلال الأسبوعين المقبلين إجراء المسوحات في جزيرتي أرزنة وزركو، مبينة أن المسوحات الأولية أظهرت وجود 152 عشاً منفصلاً، وتم جمع البيانات عن بيئة التعشيش لتقييم حالة شواطئ التعشيش وصحة إناث سلاحف منقار الصقر التي تقوم بالتعشيش، كما شملت هذه البيانات حجم وشكل سلاحف منقار الصقر التي تقوم بالتعشيش وفترة التعشيش، وحجم ونجاح حضانة البيض والتعشيش وبينت العامري أن المسوحات التي تجريها الهيئة سنويا منذ 15 عاماً وتبدأ في شهر مارس وتنتهي مع بدء موسم التفقيس في أغسطس من كل عام، تفيد في جمع بيانات عن حجم وشكل سلاحف منقار الصقر، وفترات تعشيشها وحجم مخالبها وفترات الحضانة ونجاح التعشيش. بالإضافة إلى التحقق من مدى ملاءمة بيئة وشواطئ الإمارة لتعشيش السلاحف ومراقبة صحة وحالة السلاحف المعششة.
وأشارت إلى أن الفرق ستقوم بمسوحات ثانية عند بدء موسم التفقيس للتأكد من نجاح عملية التعشيش وحصر أعداد السلاحف الصغيرة التي تنطلق إلي مياه السواحل، مؤكدة أن معظم سلاحف منقار الصقر التي تعشش على سواحل إمارة أبوظبي تبقى في محيط مياه الخليج العربي وتعود سنويا للتعشيش على سواحل الإمارة بما يؤكد أن سواحل الجزر ما تزال بيئة جاذبة لسلاحف منقار الصقر.
ولفتت العامري إلى أن المسوحات السابقة تبين أن عدد البيض الذي يفقس أثناء موسم التعشيش يشكل ما نسبته 65% من العدد الإجمالي في كل عش والذي يصل إلى 120 بيضة، وأكدت أن الهيئة مستمرة في مراقبة تعداد السلاحف لتوفير ملاذ آمن لها في المحميات البحرية.
وعن أبرز التهديدات التي تتعرض لها سلاحف منقار الصقر، أشارت العامري إلى أنها تتمثل في التعلق بشباك الصيد المهجورة، الارتطام بالقوارب، فقدان الموائل نتيجة للأنشطة الإنشائية والتطويرية للشواطئ.
وبينت أن سلاحف منقار الصقر تلعب دوراً مهماً في صحة النظام البيئي البحري. وتعتبر مؤشر لجودة مياه البحر، وصحة الموائل مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية.
يشار إلى أن التعشيش يبدأ في منتصف شهر مارس ويمتد حتى منتصف يونيو، وموسم التعشيش يمتد لفترة 90 يوماً كل سنة، وتقع معظم الأعشاش بالقرب من خط النباتات بالشاطئ الرملي. وتعتبر الإناث متشددة جداً في اختيارها لموقع أعشاشها، وكثيراً ما شوهدت تظهر على الشاطئ في ليالٍ عديدة دون انقطاع، قبل قيامها بتحديد واختيار موقع تتوافر فيه الرمال الناعمة، ويكون بعيداً عن المستوطنات البشرية، وتقوم السلاحف بإبعاد الرمال الرخوة بواسطة زعانفها اللحمية، وتشرع في الحفر باستخدام تلك الزعانف، مع إدارة جسمها لكي تصنع حفرة تستوعب جسدها تسمى «حفرة الجسد».